الطبيب الحاذق المخلص في عمله، الأمين على علمه ومريضه، من يأخذ التشخيص من المريض نفسه، وليس باجتهاده، ولا يتم ذلك إلا بعد أن يستنفد أسئلته، ولو أخذت دقائق كثيرة على حساب الآخرين، والآخرون أنفسهم سيتعرضون كذلك لأسئلته كما فعل مع من سبقه من المرضى، وهذا هو الإجراء النفسي والعلمي والعلاجي، فالمريض ليس بآلة، سيارة أو ماكينة أو ثلاجة وما أشبه ذلك، وحتى هذه الجمادات تحتاج إلى خبرة ودراية في معرفة عطلها وخرابها، وإلا فسيضع ماله في غير المكان السليم، ولا عند الخبير الماهر، لهذا تجد الزبائن يتدفقون على المهرة من الفنيين لسمعتهم الطيبة ومعرفتهم بالأعطال بالخبرة، فإذا كانت تلك الرعاية في الحديد، فمن باب أولى أن تكون في الإنسان.
ذهبت يوماً لمستوصفي أشرح للطبيب وجود ورمة صغيرة كالخرزة داخل جلد يدي اليمنى، وتحديدا بين الإبهام والسبابة، فإذا به يعطيني مرهماً ومسكناً وتحويلاً إلى مستشفى الرازي، وفي المستشفى عليك أن تبرز نفسك في المواعيد الطويلة، ولكن لشعور الموظفين هناك بأن المواطن له حق في بلده وفي العلاج السريع، ولا سيما انني ومنذ فترة ليست بالقصيرة، عددت من كبار السن، وأعطيت بطاقة «كبار السن» من المستوصف، فقدموني بارك الله فيهم في الموعد، فكان في اليوم الثاني، ولما دخلت على الطبيب، وهو من جنسية عربية، مثل سابقه في المستوصف لم يفعل شيئاً يذكر، سوى أنه أمسك بيدي ونظر في إصبعي، وكان أقل أسئلة وفحصاً من طبيب المستوصف لكثرة المراجعين، ولا يبرر له ذلك، فكان أن أعطاني الدواء نفسه وهو المرهم، ولكن المسكن اختلف، فخرجت منه وكأنك يا بو زيد ما غزيت! من سنين مرت، وفي المستشفى الأميري تحديداً، وجدت طبيباً واحداً من جنسية عربية، قد حصل على الجنسية الكويتية، هو الوحيد الذي عرف بخبرته كيف يأخذ من استفساره الطويل علاجه للمريض، قائلاً لي: التشخيص عند المريض والعلاج عندي، وقد أصاب بذلك.
تعرفون كيف اكتشفت علتي وسبب الورمة؟ من فتحي لقناني ماء الصحة في اليوم مرات عدة، لأن في بعضها قساوة بالنسبة لنا معاشر كبار السن، ليس مثل أيام الشباب، فتوقفت تقريباً عن فتحها، واستعنت بأحد يساعدني في فتحها جميعها، فذهبت الورمة! وكفى الله المؤمنين القتال وسلامتكم. والله المستعان.
• السلامة.
السلامة من الأطباء الكسولين والتجاريين والخائبين وما أكثرهم غنيمة.
ذهبت يوماً لمستوصفي أشرح للطبيب وجود ورمة صغيرة كالخرزة داخل جلد يدي اليمنى، وتحديدا بين الإبهام والسبابة، فإذا به يعطيني مرهماً ومسكناً وتحويلاً إلى مستشفى الرازي، وفي المستشفى عليك أن تبرز نفسك في المواعيد الطويلة، ولكن لشعور الموظفين هناك بأن المواطن له حق في بلده وفي العلاج السريع، ولا سيما انني ومنذ فترة ليست بالقصيرة، عددت من كبار السن، وأعطيت بطاقة «كبار السن» من المستوصف، فقدموني بارك الله فيهم في الموعد، فكان في اليوم الثاني، ولما دخلت على الطبيب، وهو من جنسية عربية، مثل سابقه في المستوصف لم يفعل شيئاً يذكر، سوى أنه أمسك بيدي ونظر في إصبعي، وكان أقل أسئلة وفحصاً من طبيب المستوصف لكثرة المراجعين، ولا يبرر له ذلك، فكان أن أعطاني الدواء نفسه وهو المرهم، ولكن المسكن اختلف، فخرجت منه وكأنك يا بو زيد ما غزيت! من سنين مرت، وفي المستشفى الأميري تحديداً، وجدت طبيباً واحداً من جنسية عربية، قد حصل على الجنسية الكويتية، هو الوحيد الذي عرف بخبرته كيف يأخذ من استفساره الطويل علاجه للمريض، قائلاً لي: التشخيص عند المريض والعلاج عندي، وقد أصاب بذلك.
تعرفون كيف اكتشفت علتي وسبب الورمة؟ من فتحي لقناني ماء الصحة في اليوم مرات عدة، لأن في بعضها قساوة بالنسبة لنا معاشر كبار السن، ليس مثل أيام الشباب، فتوقفت تقريباً عن فتحها، واستعنت بأحد يساعدني في فتحها جميعها، فذهبت الورمة! وكفى الله المؤمنين القتال وسلامتكم. والله المستعان.
• السلامة.
السلامة من الأطباء الكسولين والتجاريين والخائبين وما أكثرهم غنيمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق